اهتمامي الذي كبُر برفقتي



في صغري

لم أكن أرى التاريخ والثقافات المختلفة وتراث البلدان الأخرى الاّ من شاشة التلفاز حيث كنت دائماً ما أشاهد الأفلام الوثائقية منذ نعومة أظافري ودوماً ماكان التاريخ عموماً يثير دهشتي لأنه يُظهرأسلوب الحياة قديماً من ناحية العبادات وكيف عاش الناس واصطادوا طعامهم وبنوا بيوتهم وصنعوا قبورهم
 واليوم نرى ما ترك القدماء من المخلفات من بعدهم لتصبح شيئاً ثميناً وقيماً فتم تشديد الحراسة عليها من اللمس والتخريب لتبقى بحالتها الجيدة, وكل هذا الإهتمام والعناية فقط ليتسنى لجيلنا والأجيال القادمة بأن يروا ما كان عليه حال القدماء ومظاهر عيشهم وصناعاتهم وغيرها مما تركوه ليظهر جوانب عدة من حياتهم قديماً.
وها هي المتاحف اليوم تحتفظ بالملايين من الآثار التي كانت حاضراً لبشرسبقونا فأصبحت اليوم تاريخاً عريقاً يستقطب الألوف من السياح ليروا جوانب حياتية لم يعاصروها
وهكذا بقيت في طفولتي أشاهد الوثائقيات عبر شاشة وأرى جمال التراث وتنوع الثقافات التي بدأها القدماء, فقد كانت البساطة في التراث وحياة القرى تستهويني أكثر من مناظر ناطحات السحب والسيارات الفارهة
.. لكنني لم البث كثيراً في مشاهدة العالم عبرالتلفازحتى أتى يوم جديد حاملاً معه فرصة ذهبية مميزة 


تجربة جديدة

 تسنت لي فرصة لأقوم برحلة مع بعض من أفراد أسرتي إلى البتراء-الأردن لأعيش تجربة جديدة في حياتي وأقوم بممارسة عملية لما يستهويني فأقوم بزيارة متحف, وأرى آثارمن التاريخ أمامي مباشرة من طبيعة حياتهم وثقافتهم قديماً, وأقوم بالإختلاط بسكان بلد ذو ثقافة وتاريخ وتراث مختلف عما نشأت عليه 
فور وصولي إلى البتراء شعرت بأن أشعة الشمس لطيفة بالرغم من أنه فصل الصيف شديد الحرارة, ونسيم الهواء منعش, وشوارعها البسيطة مكتظة بالسيارات, وأصوات المواطنين يصيبني بسعادة عارمة, وكنت أرى السياح من جميع الجنسيات حولي يلتقطون الصور لبعضهم البعض, والسكان المحليين يرحبون بنا من كل صوب
 في الحقيقة شعرت وكأنني على كوكب مختلف تماماً فقد كان في بلدي حينها إجازة الصيف ولكن في الأردن أرى الطلاب والطالبات على أرصفتها يعودون من مدارسهم البعض منهم مبتهج والبعض الآخر مرهق في نهاية يوم دراسي طويل. كل شيء هناك كان يُحيي اهتمام قديم بداخلي وهو حبي للثقافات المختلفة وكل مافيها من تاريخ ولغات ولهجات وتراث
هناك جربت الأكلة الأردنية الشهيرة (المنسف), وذهبت لمتحف البتراء لأرى تاريخ مشوق ومثير للإهتمام, ومشيت في أرصفتها وسمعت اللهجة الأردنية المميزة, وقمت بشراء بعض من الأمور التذكارية ومن ضمنها عقد من المرجان الأحمر الذي أعطتني إياه امرأة كبيرة في السن كهدية تذكارية منها لأنني سائحة في بلدها 


 وجهتي الأخيرة  

كانت الساعة الثامنة صباحاً ولكن الشارع يعج بأصوات السياح فلا مجال للهدوء فالجميع استيقظ باكراً بحماس والجميع أتى للهدف ذاته وهو رؤية أشهر الآثار في مدينة الأنباط الوردية
 المكان لا يهدأ والأصوات تتعالى وصوت صريرعربات الأحصنة الذي يكاد يصبح أغنية المكان واللحظة لا يتوقف, البعض قام بالمشي تحت أشعة الشمس ليحظى بتجربة مختلفة والبعض تحمله الأحصنة في عرباتها إلى الوجهة المطلوبة وفي كلتا الحالتين كانت التجربتين لا تقل روعة عن بعضها البعض  
ولأول مرة في حياتي أقف أمام معلم تراثي بهذه الضخامة وهي (الخزنة) كان منظرها مهيب فقد كان الجميع يلتقط الصور أمامها  بينما كنت أشاهد تفاصيل بناءه العظيمة والمدهشة ولم التقط سوى صورة واحدة والتي تُظهر مدى عظمة حجم الخزنة مقارنة بحجم من كان بالقرب منها 
وفي تلك الصحراء التي أصبحت تنبض بالحياة وتحولت الى موقع شهير يستقطب جموع الناس من كل دول العالم كانت الأسواق الشعبية تحف المكان من كل جهه وتُظهر لنا تفاصيل الأواني والإكسسوارات التراثية وبينما يبيعها البعض فقد كان هناك أيضاً أماكن مخصصة لبيع العصائر والماء والمأكولات بينما توجد ايضاً مقاعد مظللة للوقاية من حرارة الشمس 

.وهكذا إنتهت رحلتي التي حركت احدى اهتمامات طفولتي وجددته مرة أخرى لتزيده أكثر من ذي قبل 


وهنا مقتطفات من الرحلة













Comments

  1. معجبه جداً بسردك للاحداث بشكل رائع وجذاب 💕💕

    ReplyDelete

Post a Comment

شاركني تعليقك!☺

Popular Posts