مُتنفس

.. استشعر الله حولي واستشعره في كل شيء.. في عافيتي ومرضي, و فرحي وحزني, وفي الأمس واليوم والغد

 .. رأيت ولا أزال أرى عظمته في خلقه, و أشعر بلطفه ورحمته التي وسعت كل شيء

الله هو ملجأي ومُتنفسي.. فصلاتي مُتنفس, ودعائي مُتنفس, وقراءتي للقرآن مُتنفس, فكيف أواجه العالم بعثراته متفاوتة الحده دون مُتنفس أستريح به وفيه؟ فأنا مثل مقاتل نبيل يريد رشفة هواء ليكمل مهمته القاسية

والله وحده قادرعلى كل شيء دون استثناء! فمن يشفيني غير الله؟ ومن يجيب دعائي غير الله؟ ومن يسمع مناجاتي المتكررة دون كلل أو ملل غير الله؟ 

..هنا في بيت الله وفي المسجد النبوي الشريف تحديداً صليت ركعتي الضحى ودعوت الله بكل مافي جعبتي 

شعرت بالخفة وبإنشراح الصدر فور انتهائي من الصلاة فما أعظم الله وما ألطفه على عباده المسلمين

المسجد النبوي الشريف المحفوف بالملائكة الكرام كان مُتنفساً لي, فكنت التفت يميناً لأرى قبر رسول الله صل الله عليه وسلم, والتفت يساراً لأرى من يُصلي صلاة الضحى بخشوع تام ومن ينتظر صلاة الظهر بشوق ولهفة, والطيور كانت قد أشرقت بشروق الشمس تُسبح الله وتذكره 

~

فقد كان مُتنفسي ومُستراحي من جروح الحياة وقسوتها هو وجودي بالقرب من الله واستشعاره في كل جوانب حياتي, به أقوى على الوقوف مجدداً وبه أعيد للحياة ألوانها الصارخة إن بهُتت, فقد أعاد الله ترتيب أموراً كثيرة في حياتي لم أفهم مغزى تأخير بعضها وتقديم بعضها الا مع مرور الوقت فأيقنت أن اختيارات الله هي الأفضل دائماً 

زيارتي للمسجد النبوي الشريف غسلتني بطمأنينة وروحانية وعلمتني بأن الله يغسل الروح بمجرد التقرب اليه بالعبادات ويعيد للقلب بهجته, وللوجه نوره, وللحياة بهائها في كل مرة نعود إليه منكسرين متعبين

 

~